الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سابقة في تاريخ تونس: لماذا تجاهل رئيس الجمهورية شعبـه يـــــوم العـيـد؟

نشر في  13 جويلية 2016  (11:08)

اكتسح مؤخرا هاشتاغ «وينو الرئيس؟» صفحات التواصل الاجتماعي، كردّة فعل ساخرة نتيجة تغيّب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن مراسم صلاة العيد وعدم إدلائه بكلمة تهنئة للشعب، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ تونس.
من جهتها وكردّة فعل على موجات السخرية والشائعات التي انتشرت حول صحة الرئيس، والتي وصلت حد الحديث عن وفاته، فقد أصرت رئاسة الجمهورية بلاغا اكدت فيه ان الرئيس  بخير ويمارس عمله بشكل طبيعي، كما نشرت خبرا مرفقا بالصور والفيديو حول استقبال السبسي لرئيس الحزب الاشتراكي محمد الكيلاني يوم الجمعة، ونشرت يوم الاثنين فيديوهات للقاء السبسي برئيس الحكومة الحبيب الصيد وبوفد عن الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية تتقدمه رئيسة إتحاد الأعراف وداد بوشماوي وبمحمد فاضل محفوظ العميد السابق للهيئة الوطنية للمحامين.
لكن ورغم كل هذه التأكيدات حول صحة الرئيس وممارسته لنشاطه بشكل عادي، فان رئاسة الجمهورية تغاضت عن تفسير سرّ غياب السبسي عن مراسم صلاة العيد والادلاء بتهنئة للشعب، مع العلم أنه راجت اخبار مفادها ان هذا الغياب يعود لوجود معلومات استخباراتية حول «تهديد إرهابي محتمل» لحياة الرئيس، معلومات استقبلها بعض الساسة بالتندر حيث تساءل بعضهم عن معنى السماح لمحمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب بالحضور، مشيرين الى أن حياة الرئيس ليست اهم من حياة محمد الناصر ومن حياة المواطنين الذين سُمِح لهم حضور صلاة العيد..
من جهة اخرى طرح البعض سؤالا حول سرّ عدم تسجيل كلمة التهنئة بقصر قرطاج وبثها عبر القنوات المحلية .

الباجي: «سامحوني .. مازلت حيّ»

وفي رده على كل ما نشر وقيل اكد رئيس الجمهورية أن المشهد السياسي في تونس يتصف بالتلوّث مشددا على أن بلادنا لم تصل إلى هذه الحالة من التدهور الأخلاقي والسياسي منذ الاستقلال إلى الآن،وذلك في إشارة إلى الإشاعات التي تم ترويجها نهاية الأسبوع الماضي في بعض الصفحات المحسوبة على طرف سياسي حول سفره للعلاج ووفاته.وقال في رده على معايدة بوشماوي له  «سامحوني ..مازلت حي» وشدد رئيس الدولة على أن العديد قد اتصلوا به في القصر من المغرب وألمانيا والجزائر وفرنسا مبينا أن مروجي هذه الإشاعات لا يعرفون تداعيات هذا الأمر على الأمن القومي وتأثيره على صورة تونس في الخارج  واستقرار بلادنا.

عدنان منصر: على السبسي نشر تقريره الطبي

في المقابل نشير الى أن عديد الأخبار التي رافقت غياب السبسي منها تأكيد بعض الجهات الاعلامية ان حزب حراك تونس الارادة هو من يقف وراء شائعة وفاة الرئيس نقلا عن صحيفة سويسرية، وفي رده على هذه الاتهامات ذكر الناطق الرسمي بإسم حزب حراك تونس الإرادة، عدنان منصر أن الحزب له صفحة رسمية واحدة على الفايسبوك، وله موقعه الرسمي، وله ناطق رسمي، وله صفحات لقيادييه، مضيفا أنه لو أراد بالفعل نشر خبر فإنه ينشره بلا مواربة، على حدّ تعبيره ..
وذكر منصر أن ما تناقلته صفحة فايسبوك مزيفة عن الحالة الصحية للسيد قايد السبسي نقلا عما قيل انه صحيفة سويسرية، هو بالإضافة إلى أنه عار تماما عن الصحة، يعدّ سلوكا غير أخلاقي وشدّد منصر على كون الحزب وقياداته يجهلون هوية من يدير تلك الصفحة، كما انهم لا يسيطرون على مضامينها، وانها لا تلزمهم في شيء وقال: «أما الذين يريدون «بالسيف» أن تكون الصفحة تابعة لنا، فإننا قد خبرنا في مناسبات سابقة «أخلاقهم السياسية» بما يكفي، حتى أننا قررنا أنهم لا يستحقون حتى الشتيمة».
 مع العلم أن عدنان منصر سبق له أن تساءل عن غياب السبسي مؤكدا أن صمت الجهات الرسمية وعدم توضيحها للأمر يجعل الأمر مريبا أكثر فأكثر، مضيفا أن الرئيس مطالب بنشر تقريره الطبي الذي وعد بنشره منذ الانتخابات واضاف:» أما أن يتمنى لنا عيدا سعيدا، فيمكن أن نصرف النظر عن الموضوع»

مصدر من رئاسة الجمهورية يوضّح

وحول كل ما قيل كان لنا اتصال بمصدر مسؤول من رئاسة الجمهورية الذي أكد في تصريحه لنا أن رئيس الجمهورية لم يتغيب ولو ليوم واحد وأما بخصوص تهنئة الشعب التونسي بالعيد فذكر أنه فعل ذلك ليلة الشكّ وقام بتقديم تهنئة للشعب بمناسبة العيد ومرور رمضان دون تسجيل أي عمليات ارهابية تذكر، مضيفا بأن من غير المعقول ان يكرّر الرئيس التهنئة اكثر من مرة .
وعبر محدثنا عن أسفة من تناول بعض الاعلاميين للخبر ونشر هاشتاغ «وينو الرئيس» رغم ان اشاعة المرض وغيرها لم تنشر بوسائل اعلام محلية بل تناولتها بعض الصفحات الفايسبوكية، كما تساءل عن السرّ وراء عدم تطرق هؤلاء الى من يقف وراء الاشاعة .
من جهة اخرى افادنا أن الرئيس خلد للراحة يومي الاربعاء والخميس خاصة بعد يوم عمل شاق ، واستأنف نشاطه يوم الجمعة حيث استقبل محمد الكيلاني بالقصر، مبينا ان الغريب في الامر يكمن في صدور الاشاعة يوم السبت اي بعد ان نشرت رئاسة الجمهورية صورا للقاء السبسي بالكيلاني .
وختم بقوله ان بعض النفوس المريضة هي من تقف وراء مثل هذه الاشاعات المغرضة .

اعداد: سنــاء المــاجري